جديد

٣٥- قصة عوف بن مالك الأشجعي

on الثلاثاء، 4 مارس 2014

السؤال:
ما مدى صحة هذه الرواية: ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكا ذهب معك غازيا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)"، وذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟ قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟ قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجلسا يذكران الله بقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح، فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا وثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد، وثقله في يدي وقدمي، وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتسع شيئا فشيئا حتى أخرجت منها يدي وقدمي، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟! فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل، شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها، وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}"؟


الجواب:
هذه الرواية فيها ألفاظ لم أجدها في كتب السنة، كقول: (والله عندما خرجت من السلاسل، شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها)، فبعض ألفاظ هذه الرواية (مكذوبة لا أصل لها حسب علمي)، وهذه القصة قد رويت بألفاظ أخرى لا تصح، منها ما ضعفه الإمام الألباني في كتابه "ضعيف الترغيب والترهيب" (٩٧٢)، ولفظها: (ﺟﺎﺀ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷ‌ﺷﺠﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺮ ﺍﺑﻨﻲ ﻋﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ: (ﻻ‌ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ‌ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ‌ ﺑﺎﻟﻠﻪ)"، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ، ﻓﺄﻛﺐ ﻋﻮﻑ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻻ‌ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ‌ ﻗﻮﺓ ﺇﻻ‌ ﺑﺎﻟﻠﻪ)، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺷﺪﻭﻩ ﺑﺎﻟﻘﺪ، ﻓﺴﻘﻂ ﺍﻟﻘﺪ ﻋﻨﻪ، ﻓﺨﺮﺝ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﻛﺒﻬﺎ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺴﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻬﻢ، ﻓﺄﺗﺒﻊ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺃﻭﻟﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺠﺄ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﺇﻻ‌ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮﻩ: ﻋﻮﻑ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻣﻪ: ﻭﺃﺳﻮﺃﺗﺎﻩ، ﻭﻋﻮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪ؟! ﻓﺎﺳﺘﺒﻖ ﺍﻷ‌ﺏ ﻭﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻮﻑ ﻗﺪ ﻣﻸ‌ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺇﺑﻼ‌، ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻹ‌ﺑﻞ، ﻓﺄﺗﻰ ﺃﺑﻮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺨﺒﺮ ﻋﻮﻑ ﻭﺧﺒﺮ ﺍﻹ‌ﺑﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺍﺻﻨﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺒﺖ، ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﻧﻌﺎ ﺑﺈﺑﻠﻚ، ﻭﻧﺰﻝ: {ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ، ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ}

والخلاصة: الرواية التي ذكرها السائل لا يجوز نشرها إلا للتحذير منها، والله أعلى وأعلم

0 التعليقات: